جاءت قصة أطلانطس من صفحات قليلة، في اثنتين من “محاورات” الفيلسوف اليوناني أفلاطون الشهيرة، تيمايوس وكريتياس، حيث كتب أفلاطون أن كاهن من مصر القديمة قد روى للحكيم اليوناني سولون قصة أطلانطس, لماذا وكيف غرقت بين ليلة وضحاها. يقول أفلاطون على لسان طولون أن أطلانطس كانت موجودة قبل 9000 سنة من عصره، وشكلت قوة بحرية ضخمة وحضارة عظمى في العالم القديم، إلا أن أخلاقهم فسدت وعاثوا مفسدين في الأرض. إلى أن قرر الأطلانطيين غزو أثينا فغضبت الآلهة وعلى رأسهم “زيوس” وصبت لعنتها عليهم فانتهى بها الأمر إلى قاع المحيط.
تقول الروايات التي نقل افلاطون بعضا منها ان اطلانطس كانت دولة متطورة وانها شيدت المعابد الضخمة والقصور الفارهة وقد غزت عدة حضارات اخرى شرقاً وغرباً، وكان سكان مدينة اطلانتس يمتلكون العلم والخبرات الفنية التي مكنتهم من تشيد تحف معمارية لم يسبق لها مثيل وكان ابرزها المعابد الثلاث الدائرية التي اعتبرت العلامة المميزة لهذه الحضارة، ولكنها تعرضت لكارثة طبيعية ادت الى اختفائها وهو ما دعى الفراعنة وهم من اقوى الدول في ذلك العصر الى ارسال بعثات البحث عنها، وقد تم ايجاد بعض الاثار المصنوعة من الكوارتز في قاع المحيط الاطلسي وهو احد اكثر الاماكن المرشحة لتكون مكان غرق الاطلانتس وقد تم تشكيل هذه الادوات بصورة دقيقة مما يعني انهم امتلكوا القدرة والادوات المتطورة لتشكل هذه المادة شديدة الصلابة وصعبة التشكيل، ونتيجة للاكتشافات العديدة لبعض السلاسل الحجرية والطرق والاهرامات في قاع المحيط الاطلسي او البحر المتوسط بات كثير من العلماء متأكد تماما من وجود الاطلانطس في مكان ما يخفيه ظلام المحيط الدامس، فلم يعد خافيا على احد ان هناك قارة او عدة جزر كانت تعج بالحياة قد غمرت نتيجة زلزال مدمر
لم يهتم أحد بمحاورتي أفلاطون عن هذه القارة ووصفها باعتبارها أسطورة من أساطير الإغريق خصوصاً أنه تحدث عن بوسيدون إله البحر لدى الإغريق الذي امتلك جزر القارة لنفسه، لكنهم فوجؤوا باكتشاف مدينة طروادة الأسطورية حيث تحدث “هوميروس” قبل ذلك بملحمتيه الإلياذة و الأوديسا، التي حكت حكايات مليئة بالفانتازيا والخيال عن مدينة طروادة إلى أن جاء “هاينريش شليمان” في السبعينات من القرن التاسع عشر وكشف الغطاء عن مدينة طروادة الحقيقية تحت تراب بلاد الاغريق. مما أحيا أمال البعض في البحث والعثور عن أطلانطس، فهل تقبع أطلانتس في مكان ما منتظرة من يكتشفها؟
أين تقع الجزيرة المفقودة أطلنتس؟
من الناحية التاريخية فإن معظم المواقع المقترحة هي بالقرب من جزر البحر الأبيض المتوسط مثل سردينيا، كريت وسانتوريني، صقلية، قبرص، ومالطة. ومناطق أخرى كالمحيط الأطلسي، اسمه يرتبط ارتباطاً وثيقاً.
تم اكتشاف بعض التشكيلات الصخرية المستطيلة بما يشبه السور في قاع البحر جنوب السواحل الاسبانية وهو ما جعل عدد من الباحثين يعتقدون انها تعود لجزء من المعبد “الفضي” المخصص لإله البحر بوسيدون والمعبد “الذهبي” المخصص لبوسيدون وكيليتو كما تحدث عنه افلاطون في وصفه للمدينة المفقودة.
مخطوطة مصرية قديمة تشير الى ان احد الفراعنة طلب من احد وزرائه تسيير رحلة بحرية الى الغرب للبحث في مصير المدينة المفقودة.
كما اظهرت بعض الاكتشافات الجديدة وجود اهرامات شبيه بأهرامات الفراعنة في جزيرة ازور التي تقع قبالة السواحل البرتغالية وهو ما جعل بعض الباحثين يخرج بفرضية ان ازور هي بقايا جزر الاطلانطس الغارقة.
الخرائط التي درسها البحار الشهير “كولومبس” قبل اكتشافه لأمريكا كانت تحتوي على رسم لجزيرة كبيرة غير موجودة في الوقت الحالي يعتقد العلماء أنها أطلانطس نفسها.
هناك جزيرة طينية غارقة في مضيق جبل طارق تدعى سبارتل ويعتقد البعض انها نفسها المدينة المفقودة لكن يشكك البعض في ذلك كون الروايات تتحدث عن ان اطلانتس قد اختفت قبل 4 الى 5 الاف عام على الاكثر لكن سبارتل غرقة في البحر قبل 11500 عام.
عثر الباحثون على سور يصل طوله إلى 120 كيلومتراً في أعماق المحيط الأطلسي ولا يُعرف حتى الآن إن كان بقايا المدينة المفقودة.
تيار الماء المعروف باسم “تيار الخليج” النابع من القارة الأمريكية والمتجه لقارة أوروبا يتفرع إلى جزأين في منتصف المحيط الأطلسي وكأنه يلتف على الأرض! يعتقد العلماء أن هذا التفرع سببه وجود قارة أطلانطس قديماً.
دكتور راينر كويهن وهو دكتور من جامعة أوبرتال الألمانية كتب مقال عن موقع الحضارة المفقودة وذكر انها جزء من الساحل في جنوب إسبانيا ولكن هذا الساحل اكتسحه فيضان عارم لم تستطيع الحضارة ان تصمد امامه وانهارت وكان ذلك بين اعوام 800 و500 قبل الميلاد ويقال ان هذا هو الطوفان الكبير في زمن سيدنا نوح عليه السلام والذي تؤكد بعض الدراسات انه غمر اليابسة الموجودة على الكرة الارضية كلها
المصدر: رف المعلومات