ربط نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، عودة الفنانين السوريين المفصولين من النقابة بـ”الاعتذار عما بدر منهم بحق الوطن”، بحسب تعبيره.
وقال رمضان في تصريحات لبرنامج “مع الكبار”، الذي يبث عبر إذاعة “صوت الشباب” المحلية، أمس السبت 1 من شباط، إن “النقابة تكبر بأبنائها وثقافتهم ونجوميتهم، ولا تقف بوجه أي فنان يريد العودة إلى سوريا، ولكن في المقابل يجب أن تتم مساءلته: لم أخطأت بحق سوريا؟
وأضاف أنه أصدر تعميمًا لكل شركات الإنتاج السورية، التي تريد العمل مع أي فنان سوري أو عربي يقيم خارج سوريا، بأنها يجب أن تحصل على موافقة نقابة الفنانين.
وأقر مجلس الشعب السوري، في 30 من تشرين الأول 2019، مواد قانونية جديدة تخص نقابة الفنانين السوريين، تعيق عودة الفنانين المفصولين من النقابة بناء على مواقفهم السياسية.
وبناءً على المواد الجديدة يجب على أي فنان يود العمل في سوريا، أن يكون مسجلًا لدى نقابة الفنانين السوريين، سواء كعضو أو كمتمرن، وبالتالي يجب عليه الحصول على إذن بالعمل من قبل النقابة.
بينما يُستثنى الفنانون العرب والأجانب وأعضاء الفرق الذين تستقدمهم الجهات الرسمية السورية، بحسب ما ذكرته صحيفة “الوطن” المحلية اليوم، الخميس 31 من تشرين الأول.
و بحسب المواد الجديدة لا يمنح إذن العمل إلا بموجب عقد مصدق ومسجل في النقابة، يتضمن التزامات الطرفين والأجور الممنوحة، مع إمكانية إيقاف العمل الفني من قبل النقابة، في حال لم تتوفر العقود
الاعتذار واجب
وقال رمضان، “كما كان لدى بعض الفنانين الجرأة والشجاعة لمغادرة سوريا، ثم قرر (أحدهم) العودة لاحقًا بعد أن استتب الأمن، فليظهر عبر وسائل الإعلام السورية ويعتذر ويقول كنت في غيبوبة لسنوات طويلة”، نافيًا أن يكون حديثه “مزايدةً على الفنانين”، بحسب رأيه.
وأشار رمضان إلى أنه لا يمكن مقارنة فنان أو إعلامي عاش الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا، بآخر “عاش متنعمًا ويتنقل بين البلدان ويحصل على أموال لمهاجمة سوريا”.
وهي ليست المرة الأولى التي يطالب زهير رمضان، فنانين سوريين وعرب بالاعتذار.
وقالت المطربة اللبنانية سيرين عبد النور إن نقيب الفنانين السوريين طلب الاعتذار من أجل موافقته لدخول دمشق من أجل تصوير مسلسل “قناديل العشاق”.
وأعادت عبد النور نشر تغريدة كتبتها الصحفية، إيمان ابراهيم عبر “تويتر”، في 15 من آذار 2019، جاء فيها “اتصلت بنقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، وخبرني انو اللي بيغلط بحق الشام لازم يعتذر”.
وكان رمضان منع عبد النور من تصوير مسلسل “قناديل العشاق”، في دمشق، بسبب تصويرها حلقة تلفزيونية، سبق أن قدمتها سيرين من مخيمات اللاجئين السوريين.
خلافات متجددة
الخلاف بين زهير رمضان والفنانين ليس جديدًا، فالنقيب أصدر قرارات بفصل عشرات الفنانين السوريين من النقابة، وهاجم الفنانين المعارضين ممن “دعموا الإرهاب”، على حد تعبيره، ودعا آخرين للعودة إلى سوريا.
وقال رمضان في تصريحات لقناة “الجديد” اللبنانية، في عام 2015، إنه “حاسب الناس بناء على أقوالهم في المقابلات الصحفية، التي دعوا من خلالها القوى الغربية لمهاجمة سوريا، وهاجموا رموز السيادة”، معتبرًا أن القرار لم يصدر منه شخصيًا، بل من النقابة، وأن المفصولين دعوا إلى سفك الدم السوري.
وتتوجه الاتهامات نحو رمضان والنقابة، بأنها تحولت إلى فرع أمن تابع للمخابرات السورية، بحسب ما قالته الممثلة عزة البحرة، في حديث إلى عنب بلدي، معتبرة أنها باتت من دون أي دور حقيقي سوى جباية الضرائب من الفنانين، وعقد اتفاقيات مع شركات الإنتاج لحماية العقود الوهمية التي تقدمها الشركات، وحصولها على ضرائب أقل، في مقابل تأمين أدوار لممثلين بعينهم.
رغم أن النقابة، بحسب البحرة، غير ملزمة بتأمين فرص عمل، وجل ما تقدمه هو رواتب تقاعدية لأعضائها بعد تقديمهم طلب التقاعد.
الممثلة هزار الحرك وصفت، في حديث إلى عنب بلدي، دور النقابة تجاه حماية الفنانين السوريين بالقاصر، مذكرة بالفنان المعتقل منذ عام 2012 زكي كورديللو، الذي لم تحرك النقابة ساكنًا تجاه السؤال والدفاع عنه وعن ابنه مهيار كورديللو.
وقال رمضان في تصريحاته للبرنامج الإذاعي، أمس، إنه تسلم رئاسة النقابة مع عجز مالي وصل إلى 65 مليون ليرة سورية، كما اكتشف عدم دفع بعض الأعضاء لاشتراكاتهم لأكثر من سبع سنوات متتالية، وهو ما دفعه لفصل من لا يدفع الدفعات المترتبة عليه
المصدر: عنب بلدي